قف مع نفسك وقفة مصارحة , وأسأل نفسك هذا السؤال ما الذي ينقصني من العلم والمعرفة ؟
أعلم أن الكثيرين سيحتارون في تحديد الذي ينقصهم من العلم والمعرفة….
قف وقفه أخرى في خضم أحاديث أصدقائك وجلساتك واصمت وتأمل بم يتحدثون ؟ وما هي المواضيع التي طرحها الحاضرون منذ بدأوا في حديثهم ؟
ستجد أن أول المواضيع ربما الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونكرس الأمريكي أو ماشابه هذا الموضوع, والثاني حال الزعماء العرب, والثالث القضية الفلسطينية, والرابع مستوي التعليم المنحدر في الدول العربية…….اسأل نفسك ما هي المؤهلات التي يحملها هؤلاء الحاضرون ؟
وقفه أخري مع ولدك الصغير في المرحله الابتدائية تأمل كم مره يكرر كلمة:أعرف أعرف؟ كم مرة : ادعي أنه يعرف كل شيء وأنه لايجهل شيئأ ؟
وانظر أيضا في حال الشيخ الكبير ربما في سوق الخضار إنه أيضاً يعرف كل شيء.
هذه الثقة والتعالم وعدم احترام التخصص أصبحت لازمة من لوازم المجتمع العربي في العصر الحديث والى هذه اللازمة ترجع مجموعة من الظواهر السلبية في المجتمع ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1- عدم الدقة والحماس في تنفيذ الخطط التي يكتبها المتخصصون بحجة أنها خطط فاشلة يكتبها أناس من أبراج عاجية ونحن أعرف بالمصلحة وهذه الظاهرة قد ضربت بأطنابها في الكثير من المجالات : التعليم , الصحة, القضاء , الكهرباء والمياه, الشؤون البلدية………
وكم فشلت الخطط التي نجحت عند غيرنا بسبب عدم الدقه والحماس في التنفيذ.
2- ومن الظواهر أيضا عدم احترام التخصص فالطبيب يتكلم في شؤون الهندسة والمهندس يشخص الأمراض والمزارع يناقش في الاقتصاد والاقتصادي ينافس الصناع…. وأما الدين فهو الكلأ المباح لكل هؤلاء بل تجاوز الأمر الى الكلام في مسائل الدين الكبار وأصوله العظام من قبل أناس ليس عندهم الا أنهم من خلال قراءتهم لا يدرون أن الدين يحرم هذا أو يبيح ذاك.
3- من الظواهر أيضا الفشل في العمل الجماعي والمؤسسي في الطبقات المجتمعية حتى إن العمل ضمن فريق يعتبر من النادر وإذا كان فإن شخصية أحد أعضاء الفريق وتوجهاته لابد وأن تطغى في الفريق بأجمعه فكأنه هو شمس تدور حولها هذه الكواكب .
والظواهر كثيرة … وكل منها تحتاج الي دراسة مستقله لكنني أرسل دعوة إلى الجميع بأن تتخلى عن هذا الغرور ونرجع الى أنفسنا فنحن من مجتمعات العالم الثالث ولو صدق المداحون فينا ( الذين يمدحون أنفسهم أو غيرهم ) لكان ينبغي لنا أن نكون فوق دول الدرجة الأول, لكننا مازلنا منذ بدأنا في الثالث الذي ليس بعده رابع, ومن سار على الدرب وصل.