الشيخ والجلاد
(١)
صاحوا ..
أين الجلاد ..
هاتوا السياط ..
جاء الجلاد، نظر إليه ..
دمعت عيناه ..
تذكر أنه يوما أفتاه ..
صرخوا اجلد، لا ترحم
لكن الشيخ تبسم
ليقول معهم لا ترحم
***
(٢)
كان السوط الأول مؤلم
وتلاه الثاني لا يرحم
ولما جاء العاشر تبسم
كان الجلاد يسأل نفسه
هل تتغير فتوى الشيخ
هل تذهب عنه تلك الرخصة
ساقوا الشيخ إلى زنزانة
سأل الجلاد عن الرخصة
كانت فتواه على السنة
***
(٣)
بعد سنين
خرج الشيخ من الزنزانة
جاء الجلاد إليه وزاره
قال: اعذرني عبد مأمور
قال الشيخ:
لولا الرق لزال الجور
يا ولدي: مغفرة الله عظيمة
لكن الظلم كبير
سل ربك عفوا يا ولدي
واحذر من بطش الجبار
***
(٤)
فصل الجلاد من عمله
ارتفعت أسعار الدار
صار الحال بئيساً جداً
شغل الجلاد وحار
الصبية يبغون طعاما
والزوجة ما بقيت في الدار
امتهن الجلاد سؤال الناس
وعلى باب المسجد
مر الشيخ وتصدق
فدعا الجلاد بدعاء حار