توقف أمام الباب ينتظر أن يفتح له , تذكر أثناء ذلك وقوفه في الجهة الأخرى من هذا الباب قبل خمس وعشرين سنة عندما دخل ولم يخرج حتى هذه اللحظة , مرت الأحداث بذهنه سريعاً , كان ذلك بسبب امرأة ادعت أنها تحبه , لقاؤها الأول كان في مقهى في وسط المدينة , كانت ممتلئة حيوية وشباباً وذات قوام رشيق وعينين متوهجتين تغطيهما أحياناً خصلتان من شعرها الأشقر , دعاها في تلك الليلة إلى أن يكملا سهرتهما في شقته , لم تتردد في القبول , مظهره لا يجعل مثلها تتردد , كان شاباً في الثلاثين من عمره يلبس ساعة ثمينة جداً ويتدلى من عنقه قلادة ذهبية تدل على أنه من أبناء الذوات , الدخول إلى شقة مثله غنيمة في حد ذاتها . ومن يدري ربما كانت تخطط لذلك أصلاً .
في الشقة
كانت تلك المرأة أكثر من رائعة , لازال يتذكر , لقد فعلت كل شيء لأجل المتعة , وبعد منتصف الليل غط في نوم عميق … قبل الفجر استيقظ على همسات بين رجل وامرأة , إنه متأكد من ذلك , لم يكن واهماً , كانا يسرقان شقته , لم يعلم كيف حدث كل ذلك , كيف أخذ المسدس وأطلق النار لتصيب الطلقة المرأة وتقتلها , كيف اختفى الرجل بعدها , لكنه كان متأكداً أنه كان موجوداً .
لم يصدقه أحد على ما يدعيه , لا أثر لعملية سرقة , كل الدلائل تشير إلى جريمة قتل متعمدة في حالة سكر , أخبره محاموه أن نجاحهم في تخفيض الحكم إلى السجن المؤبد كان نجاحاً غير مسبوق , قال في نفسه : كل ذلك بسبب امرأة وبسبب لهو ليلة , قطع صوت سلاسل باب السجن تفكيره , ناداه الحارس أسيد جون شاك , من هنا , أتمنى ألا أراك ثانية في هذا المكان هذه عهدتك وملابسك .
خرج من البوابة واتجه ذات اليمين نحو وسط المدينة , عادت إليه أفكاره , إنه متأكد أنه رأى الرجل , لقد كانا يسرقان الشقة لقد سمع الصوت , ولكنه رغم كل ذلك فقد فات الأوان , هاهو الآن يخرج من السجن بعد 25 سنة ليس له مستقبل , انقطع عنه زواره منذ أكثر من عشرين سنة معارفه الآن هم بعض عتاة المجرمين الذين يضحكون كلما أكد لهم أنه رأى الرجل مع المرأة في الشقة , حتى هم لم يصدقوه .
لم يكن يعرف إلى أين يتجه لكن قدماه قادته إلى الجسر الكبير فوق النهر حينما توسط الجسر اتخذ قراره .
بعد يومين وفي الجريدة المحلية خبر عن انتحار سجين بعد خروجه من السجن لقد كان جون شاك 65 عاماً .